علامات التوفيق في رمضان

رمضان .. أحلى وأمتع وأنفع الشهور. ربح فيه المجدون المحظوظون، وإن للظفر ببركته وخيره وفضله لعلامات بديعة وأمارات جليلة تظهر في حال الصائم بعد رمضان.

أول ذلك حال الشعور النفسي بالراحة والطمأنينة والسكينة، وامتلاء القلب بالرحمة والعطف والرقة، والشعور بالقرب من الله تعالى، وانجذاب النفس للخير وحب المؤمنين، ثم الإدراك العقلي بعدم أهمية أي شيء ما لم يكن موصولا برضوان الله ونصرة الدين وخدمة المسلمين، الأقرب فالأقرب على نهج المصطفى الأمين. ثم النفور من المعصية ومما يقرب من فساد الدين والفتن والفسوق والعصيان، ثم رسوخ أساسيات الطاعة والعبادة في السلوك اليومي كعادات متأصلة لا يأتي عليها الزمن ولا يفتها ولا يزعزعها بإذن الله، والمسارعة بقدر الإمكان في الاستزادة في ذلك بعون الله، مع التوبة والإنابة السريعة بعد كل كبوة، إذ دوام الحال الواحد من المحال، وإنما العبرة في أغلب ما يستقر فيه الحال، إلى أن يأتي رمضان المقبل بحول الله فيعيد المؤمن الكرة لترميم ما فسد من طبعه والتزود من أجل الارتقاء في مدارج السالكين أكثر وأكثر. ومن قبَضه الله عز وجل قبل ذلك وهو على ذلك قُبِض على خير عظيم. ولا يأْس ولا قنوط لمن لم يحظَ بوافر تلك النعم الظاهرة في شهر رمضان، فلا أحد يدري من المقبول، كثير العبادة أم قليلها، ورب عمل قليل تعظمه النية، وفرص الإنابة قائمة في كل لحظة وفي كل حين، فرب شهر رمضان هو رب سائر الشهور والأيام. والله نسأله أن يطيل أعمارنا، من جدّ منا ومن قصّر، حتى ندرك شهر رمضان المقبل فننال فيه جميعا أعلى وأفضل وأجل ما يُدرك المؤمن من الخير والبر والرحمة والرزق والصحة والعافية والهناء، وندعوه عز وجل أن لا يدركنا الشهر المقبل إلا وقد بات حال أوطاننا وأمتنا على أحسن حال، ولعلنا نرى فتحا عظيما في فلسطين. آمين.

عبد الرزاق مقري