حضرت الاحتفالية الكبيرة للذكرى الرابعة لأسطول الحرية التي نظمتها منظمة (IHH) التركية في اسطمبول وقد تمثلت الاحتفالية في مسيرة حاشدة طويلة من مسجد السلطان أحمد إلى ميناء اسطمبول حيث ترسو سفينة مرمرة التاريخية ثم مهرجان خطابية بحضور المشاركين في اسطول الحرية وعائلات الشهداء العشرة، وقد تميزت هذه الاحتفالية بأنها جاءت في أجواء الانتصار الكبير الذي حققه القضاء التركي حيث حكم على أربعة قادة إسرائيليين متورطين في الاعتداء سيصبحون مطلوبين لدى الشرطة الدولية ( أنتربول). وقد اهتزت مشاعري وتحرك أحاسيسي كما لم يحدث لي منذ حادثة العدوان على مرمرة، حيث كنت قد قررت نسيان الموضوع وعدم التطرق إليه مجددا وتركه في الغيب عند الله باعتباره حادثة كبيرة في حياتي كان علي أن أدرك فيها الشهادة فأخطأتني ولم يكن لي منذ ذلك الوقت قدرة على التأمل والتفكر في ما حدث. لم أحضر أية احتفالية من الاحتفاليات الأربعة السابقة، ولو لم تقدني الأقدار في مهة مؤتمر مركز الأبحاث والدراسات لحزب السعادة ما كنت لأحضر هذه المرة كذلك. غير أنني لما حضرت اهتزت أركان نفسي وبلغ بي الشوق مبلغا جعلني أشعر وكأنني كنت بين السماء والأرض. لقد كانت لحظات التمعن في وجوه الشهداء المعلقة صورهم على جدار مرمرة ( انظر الصورة) لحظات فارقة، وكانت خطواتي بطيئة مربكة عند دخولي لسفينة مرمرة ووقوفي في المكان الذي كنت أجلس فيه وذلك للمرة الأولى منذ الحادثة وكأن أنسجة عقلي قد خدرت ، وكان لقائي بالإخوة والأصدقاء من كل الطوائف ومن كل الأديان مليئا بالبهجة والسرور وكأنه يوم عيد ( انظر الصورة)، وكان سيري مع هؤلاء في مقدمة المسيرة الطويلة الحاشدة نحو مرمرة في وسط الجماهير المرحبة أوقات عز ومكرمة وسعادة، وكانت وقفتي وحديثي مع الأخت التركية المحامية التي نسقت عمليات الملاحقة القانونية للقادة الاسرائليين وقفة تقدير واحترام للمرأة المسلمة المكافحة، وكان استماعي لبولند قائد الغزوة وهو يخطب ببلاغة تركية (لا أفهمها ولكن أشعر حرارتها وقوة تفاعل الجمهور معها واعتز لعبارات رابعة وحديثه عن الشعوب المضهدة وعن فلسطين وهتافاته ضد إسرائيل) يهز كياني ويزيد خماسي ويشحنني بقوة لا تبلي بحول الله…. فعاهدت الله مجددا أن أعيش لديني ولأمتي ولوطني ولفلسطين وأن أضاعف جهدي وأن لا أخضع أبدا للمثبطات والمعيقات، وسألته تعالى أن يعنني وأن يثبتني وأن يوفقتني وأن يعين كل مجد وصادق وأن ينصرنا جميعا ويؤيدنا……… اللهم آمين
عبد الرزاق مقري.