قال الله تعالى: (( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)).
طريق الهجرة هو الانتقال من حال الاستضعاف والقهر وتجبر الظالمين إلى فسحة البناء والتأسيس وصناعة المجد والقوة، وعلى هذا الطريق تكون الملاحقات والإيذاء والصد والتخويف حتى يخيل للمهاجر ان القوم قد ادركوه ولكن أصحاب البصيرة يذكرون الخائف: (( لا تحزن إن الله معنا))
كل الذي ترى في طريق الهجرة من أذى إنما هو عربون النصر والدليل على السير الحسن على الطريق الجيد… وبعد الصبر والثبات يكون الوصول إلى دار الأمان حيث يتواصل العمل والكد في سبيل الله إلى أن يقوى العود وتينع الثمار فينتقل الخير إلى الدنيا بأسرها.
ذلك هو حال الأمة هذه السنوات إنها تنتقل من زمن القهر والظلم والاستبداد والجاهلية الجهلاء إلى مستقر العمل الدؤوب من أجل مجد الأمة ونهضتها، وعلى الطريق نرى المصاعب والخذلان ومحاولات إرجاعنا حتى نتنكب الطريق ونعود إلى زمن التبعية والذل والخنوع، ولكن هيهات هيهات هي هجرة كهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، لن تتوقف ولو وصل القوم إلى رحالنا، ستقول (( إن الله معنا )) ونواصل الطريق حتى نجد الأمان في داخل نفوسنا وفي بلادنا فننتقل لبناء الحضارة الذي نصنعها معا لأوطاننا ولتكون رحمة للعالمين .
د.عبد الرزاق مقري