مرت البارحة الذكرى 12 لملحمة #أسطول_الحرية، وكان أسطول الحرية محاولة تاريخية لكسر الحصار على قطاع غزة من خلال توجيه عدد من السفن المحملة بالبضائع من مواد غذائية وأدوية ومواد بناء ولعب أطفال وغيرها نحو غزة بمشاركة قرابة 700 ناشط من أكثر من 40 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وقد كان الوفد الجزائري من 31 فردا هو الأكثر عددا بعد الأتراك، وشاركنا بسفينة محملة بالبضائع هي الأكبر بعد سفينة مرمرة، كما ساهمنا في اقتناء سفينة أخرى للركاب.
شرفني الله تعالى بأن كنت عضوا في اللجنة التابعة لحركة غزة الحرة الدولية التي خططت للحملة رفقة منظمة الإغاثة التركية، وكان معي في اللجنة الشيخ أحمد الإبراهيمي، وبعد ذلك توليت رئاسة الوفد الجزائري الذي ضم أفاضل الناس من النساء والرجال والشباب، من القادة الأخ العزيز محمد ذويبي الأمين العام السابق لحركة النهضة الذي أصيب في عينه أثناء الهجوم علينا، ومن الشباب النائب الحالي عز الدين زحوف الذي صنع لنفسه مكانة مرموقة في الحراك الشعبي ثم في العمل النيابي، وكذا ابني مصطفى مقري الذي سلط عليه الصهاينة أذى شديدا، واستطاع تهريب كثير من المواد الإعلامية ذات الفائدة الكبيرة في رقائق دسها في أماكن خفية في ثيابه، وقد أظهر الوفد كله بسالة وشجاعة أشادت بها الوفود الأخرى في محاولات صد ركوب جنود lلاحتلال السفينة ولم يترك الجزائريون مكانهم حين هجم الجيش الصـهيوني على السفينة حتى ألقي القبض على الجميع وتم تكبيل أيدينا واقتيادنا إلى سجن بئر السبع وللعلم تم الهجوم على القافلة فجر يوم 31 ماي 2010 حيث اقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية lلإسرائيلية في المياه الدولية فجر الاثنين كبرى سفن القافلة “مافي مرمرة” التي كانت تحمل 581 متضامنًا أغلبهم من الأتراك ومن حركة غزة الحرة – كان ضمنهم الوفد الجزائري كله – حقق أسطول الحرية نتائج كبيرة في تحويل الرأي العام العالمي لصالح غـزة والقضية الفلسـطينية ودعم ثبات الفسطينيين وزاد في عزيمة النشطاء وإطلاق زخم كبير لقوافل كسر lلحصار البرية، ومحاولات أخرى بَحرية، كانت الجزائر حاضرة فيها، ابتداء من قافلة شريان الحياة 5 التي شاركنا فيها بعشرات النشطاء وبأربعين سيارة إسعاف وحمولات كبيرة من مختلف البضائع، ثم وجهنا أكثر من 40 قافلة أخرى بحمد الله، ولا تزال مجهودات دعم القضية lلفلسـ.طينية قائمة بمختلف الأشكال.
كُتبت كثير من الإسهامات والكتب وأشعر بكثير من التفريط في عدم تدوين تفاصيل هذه الغزوة العظيمة التي كنا فاعلين فيها وليس مجرد متابعين وكاتبين عنها، ونسأل الله أن يعيننا على الاستدراك وأن يتقبل من الجميع.
د. عبد الرزاق مقري