من السذاجة اعتبار حزب ما، مهما كانت قوة أو ضعف هذا الحزب، يقدر على مواجهة نظام الحكم بإدارته وإعلامه وجيشه وأمنه وأحزابه وأزلامه وزبانيته. إن المواجهة هي دائما بين الشعب ونظام الحكم، فإن كان النظام عادلا خادما لتطلعات الشعب ضامنا لكرامته محافظا على سيادته وانتمائه ينال رضا الشعب ولا يستطيع أي حزب أن يزعزعزه، إلا ان نكون في نظام ديمقراطي فيعد حزب ما بتقديم الأفضل ويقنع الناخبين فيحل محل الجزب الذي يحكم بسلاسة ورضا وأمان ضمن الانتخابات الحرة والنزيهة. وأما حينما يكون نظام الحكم فاشلا فاسدا مضيعا للأمانة مهدرا للسيادة مضيقا على الحرية والأرزاق يسأم الشعب أغلب الشعب منه ويتمنى نهايته و ينشأ من الشعب عندئذ شخصيات وأحزاب تكافح لإظهار الفشل وفضح الفساد وتستعد للصبر والتضحية من أجل ذلك إلى أن يقتنع الشعب بنضالها ويصدق مقاصدها فليتحم معها ويأتي عندئذ زمن التغيير. فإن لم ينهض في الشعب من يقوده تطول المعاناة إلى أن يفحش الفساد والفشل لدى الحكام حتى تتحلل الدولة ويتشتت المجتمع فيكون الانهيار غالي الثمن وتكون الفتنة عمياء تطحن الجميع.
أما نحن فقد اخترنا أن نصدع بالحق وأن نقاوم ، وأن نقاوم، وأن نقاوم، غير مدعين أننا نحن الشعب أو أننا نتحدث باسم الشعب، فإن استطعنا أن نقنع الشعب فيسكون التغيير مفيدا نافعا للجميع، ونحن إذ نفعل ذلك لا نريد جزاء ولا شكورا وإنما نقوم بالواجب الذي يمليه علينا ديننا وضميرنا.
عبد الرزاق مقري.