الجزائر والإساءة للنبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم)

وأسفاه على الجزائر! بلد الأبطال وقلعة الثوار وملجأ المظلومين والمقهورين تعجز  رسميا على قول “لا” لفرنسا الظالمة.
لا موقف رسمي من الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم! ماذا يحدث؟ هل أصبح لفرنسا عصمة في الجزائر إلى هذا الحد …

ظننا أننا بعد الحراك الشعبي نقطع دابر  الاستعمار وأذنابه، وننتقم لتدمير الاقتصاد الوطني خدمة للمؤسسات والاقتصاد الفرنسي في زمن العصابة، وننهي الوصاية والنفوذ الثقافي واللغوي المذل لذاكرة الشهداء، فإذا به نعجز رسميا أن نقول لها كلمة صريحة واضحة على اعتداء رئيسها على مقدساتنا. 
وأما عن بيان المجلس الإسلامي الأعلى، الذي استعمل بدلا عن البيان الرسمي من الجهات ذات الاختصاص السياسي التي تقابل موقف رسمي من رئيس دولة، والذي تم اختياره لحفظ ماء الوجه فقد   زادنا شعورا بالذلة ( مع احترامنا وتقديرنا لأفاضل فيه) … موقف باهت عجز عن ذكر الطرف الفرنسي المعتدي بإسمه صراحة، ويدعونا في هذه الظروف إلى الرد بالتي هي أحسن عن الإساءة لنبينا بما يوفر الحماية للمصالح الفرنسية ( ولو بدون قصد من أعضاء المجلس) في زمنٍ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يدعون إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية. ألا إن الحكمة والرد بالتي هي أحسن في هذا الموقع هو أن نوجع المعتدي بالطرق السياسية والاقتصادية الممكنة وأدنى ما في ذلك باللسان يا أحباب العدنان.
إن الله تولى نصرة دينه بقوله سبحانه في سورة التوبة (( إِلَّا تَنْصُرُوهُ  فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ – 40 )) وتكفل بمعاقبة من يستهزئ به بنفسه بقوله تعالى في سورة الحجر: ((إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)))، وإنما ثمة مؤمنون يطيعون الله تعالى إذ أمرهم ان يعزروا ويوقروا نبيه  وفق  قوله تعالى في سورة الفتح:  (( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ( 8 ـ 9 )).  ويكرمهم عز وجل باستعمالهم لنصرة حبيبه بقوله تعالى في سورة الأنفال: (( وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62)))، وثمة أقوام يحرمهم الله من ذلك في وقت الواجب، ربما تستهويهم الحسابات فيخفقون في الامتحان، وكان عليهم أن يحسبوا مع الله تعالى، الذي يعطي ويمنع ويرفع ويخفض.
ولكن … حسبنا الهبة الشعبية الجزائرية التي قامت بالواجب أمام الله ورفعت الحرج على البلد في وجه المسيئين الفرنسيين وعلى رأسهم رئيسهم ، فكانت كلها على كلمة الصحابي المنافح عن رسول الله حسان بن ثابت رضي الله عنه في:

هَجَوْتَ محمَّدًا فأجَبْتُ عَنْهُ   وعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
فإنَّ أَبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي   لِعِرْضِ محمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ