تعتبر مجازر 8 ماي من أكثر وأشنع الجرائم في التاريخ التي اقترفت في حق المدنيين العزل، أكثر من 45 ألف جزائري قتلوا لا لسبب إلا أنهم طالبوا سلميا بنيل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي. قتل الفرنسيون الرجال والنساء والأطفال والشيوخ بدم بارد، ومع ذلك يتشدقون بالحديث عن حقوق الإنسان. وفي الوقت الذي يرفضون فيه حتی الاعتذار يقودون حملة دولية دائمة ضد الأتراك بسبب مجازر الأرمن المزعومة. غير أن الغرابة ليست في هذا كله، بل هي في تفريط السلطات الرسمية الجزائرية في دماء الجزائريين وشرفهم، لماذا لا يهتم الرسميون بذكری هذه المجازر؟ لماذا لا يسلطون عليها الضوء دوليا؟ أم أن فرنسا نجحت في ترك من يحفظ مصالحها ومن يديم وجودها داخل مؤسسات الدولة؟
عبد الرزاق مقري