القنوات التي فبركت الشريط وصلت لعكس ما كانت تريد

نقل التلفزيون الجزائري وبعض القنوات الخاصة حديثا مجتزأ من محاضرتي التي ألقيتها بحضور المنتخبات المحليات لحركة مجتمع السلم يوم الجمعة الماضية وحاول بعضها إيهام الرأي العام بأن رئيس حركة مجتمع السلم يدعو المرأة للتمرد على زوجها

والتحرر من عصمته مما أدى إلى اهتمام كبير بالموضوع في وسائل الاتصال الاجتماعي. لا شك أن هذا التصرف الكيدي لا ينطلي على أحبائنا وأنصارنا والمواطنين النزهاء من غير أنصارنا. لم يكن اللقاء والحديث يتعلق بأي حال من الأحوال عن العلاقة الزوجية، وإنما كان الأمر يتعلق عن دور المرأة في الشأن العام وكيف يتلاعب النظام السياسي بهن في هذا المجال، كما أن العديد من النساء سبق وان شكت لنا في حركتنا ومن غير حركتنا في عدة مناسبات بأن الرجال يضيقون عليهن في تقلد مواقع مهمة في المشاركة في الشأن العام ( أي العمل الحزبي والسياسي وفي المجتمع المدني وغير ذلك)، فبينت بأن هذا الموقف خاطئ وأن الله تعالى حينما قال ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) فقد وضح بشكل قطعي بأن التعاون بين الرجل والمرأة والتعاضد والتناصر بينهما إنما يكون بغرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو العمل في إطار ما يسمى اليوم ” الشأن العام” وشرحت ذلك بقولي بأن التميز الذي يتحدث عنه التاريخ بخصوص المرأة المسلمة هو تميزها في الشأن العام لا غير فقد تحدث التاريخ عن تميز خديجة في التجارة ودورها الدعوي والسياسي في نصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتحدث عن تميز عائشة في مجال العلم وتعليمها الرجال والنساء، وتحدث عن تميز أم سلمة في التدبير والحكمة بإنقاذها للمسلين بإشارة منها لرسول الله كيف يجب عليه أن يتصرف مع وشوك عصيان أصحابه له، وتحدثت عن تميز أم عمارة بحملها السيف دفاعا عن رسول الله حين كاد أن يقتل في غزوة أحد والأمثلة على هذا النحو لا تنتهي. وقد اتجهت في هذه المحاضرة للنساء فدعوتهن قبل أن أدلل على موقفي بهذه النصوص أن لا يقبلن من أحد أن ينزع منهن هذه الحقوق، ولمتهن بأنهن هن من تعودن على الاتكال على الرجال في العمل داخل الحركة وأنه عليهن أخذ أمورهن بأيديهن وأن لا ينتظرن توجيهات الرجال لهن لكي يعملن.
وفي كل الأحوال أشكر الشباب الذي علقوا على المقطع المجتزأ بغير متابعة لمجمله، مما يدل بأن المجتمع الجزائري بخير وأنه محصن حقا ضد محاولات ضرب قيمه ، وأن القنوات التي فبركت الشريط وصلت لعكس ما كانت تريد.
 

عبد الرزاق مقري

هذا الشريط من المحاضرة يبين الفكرة التي عالجتها المحاضرة خلافا لما أراده الاستعمال الكيدي