شيء جميل أن يطالب الناس بحقوقهم، وحينما يطالب الناس بحقوقهم لا بد أن نسندهم، والشرطة في آخر المطاف مواطنون كغيرهم من الجزائريين…. ولكن:
ـ لماذ يسمح للشرطة بالتظاهر وتنظيم المسيرات دون رخصة ولا يسمح للأحزاب بذلك؟
ـ يبدوا أن التنافس السياسي في الجزائر مسموح به داخل مؤسسات الدولة فقط ولا يصح للقوى السياسية الأخرى من خارجه أن تفعل ذلك.
ـ تذكرنا هذه الظاهرة بالفكر اليوناني بشأن الديمقراطية حيث يعتبر أرسطو بأن الديمقراطية هي من حقوق الأسياد فقط وأن العبيد ليست لهم تلك الحقوق. ويبدو أن القوم لا ينظرون إلينا كمواطنين إذ يحتكرون وحدهم التنافس على السلطة… ويا له من تنافس!
ـ لن يستطيع أحد أن يقنعنا بأن هذه الظاهرة غير المسبوقة طبيعية وأن خروج الشرطة عملية معزولة عن صراع الأجنحة. من طبائع النظام السياسي الجزائري أنهم حينما لا يستطيعون التوافق يحركون الدوائر الخارجية حتى تتغير موازين القوى بينهم ثم يعودون لمحاولة التوافق فإن لم يحصل التوافق يعود كل منهم لتحريك الأدوات التي يتحكم بها دائرة بعد دائرة إلى أن يحدث التوافق أو يقع الانكسار….. ولكن قد يؤدي الانكسار إلى انكسار الوطن.. إنهم يلعبون بالنار.
عبد الرزاق مقري