يقولون تدافعون عن #فلسطين لكي تتحرر وتسكتون عن ظلم الحكام وقمعهم للمعارضين، والذين يقولون هذا يعلمون أنهم يكذبون، لا نجيب العملاء المباشرين الذين يشتغلون لصالح الكيان الصهي#وني وأعوانه في الغرب أو عملائه عند العرب لأن الحديث معهم لا يفيد، إنما نتحدث لمن يمكن أن ينفع معهم الكلام فيصبحوا إيجابيين في التعامل مع القضية الفلسطينية ويوجهوا جهدهم لتوسيع جبهة المناصرة من أي جهة كانت لصالح فلسطين والمسجد الأقصى.
نقول لهؤلاء:
– كل ما يقوله البعض بأننا لا ندين الانتهاكات والاعتقالات كذب وافتراء ونية هؤلاء سيئة لأن بياناتنا واضحة منشورة آخرها هذا البيان:
– من يظن أنه علينا أن نتخصص فقط في متابعة الانتهاكات وإصدار بيانات يومية بشأنها فهو يطالبنا بما لم يطالب به غيرنا، ويريدنا أن نتحول إلى منظمة حقوقية هذا هو اختصاصها، في حين أن الحزب له أدوار عدة من بينها رصد الانتهاكات وإدانتها، وفي هذا الإطار نحن الحزب الذي يتذكر الجزائريين تنظيمه للمسيرات ضد التزوير وضد قانون معاقبة الصحفي وغير ذلك :
– نحن نتفهم أن البعض يحاسبنا على حجمنا وقوتنا وفاعليتنا وحين لا يجدنا معه في مشاريعه يشعر بالضعف والاغتراب وعدم الثقة بالنفس، ولكن نحن لا نشتغل لبرامج غيرنا والذي يريدنا أن نعمل معا عليه أن يستشيرنا لا أن يقرر ثم يتوقع أن نتبعه وحينما لا نكون معه يُخوننا. نحن سادة العمل المشترك وسيبقى التاريخ شاهدا أننا بذلنا المستحيل لمعارضة النظام السياسي برؤى موحدة ولكن لم نجد الشركاء الذين ينخرطون في ذلك بجدية وفاعلية وبدون خلفية وقد صرحت بتفاصيل تلك المبادرات وكتبت بشأنها كتابا مفصلا.
– نحن في الحراك من اللحظة الأولى ولا زلنا نؤمن بالحراك الشعبي كوسيلة من وسائل التغيير، وشاركنا فيه دون تصدره للمحافظة عليه ولا زلنا نشارك فيه بطريقتنا التي نراها نافعة. وقد أردناها أن يكون وسيلة حاسمة في البداية فلم تكن كذلك بسبب الصراعات والمؤامرات التي حيكت ضده من الأطراف المتصارعة في السلطة والمعارضة، ولكن بالرغم من أنه لم يصبح قادرا على الحسم الآن فهو لا يزال في رأينا جزء من مسارات التغيير وقد يتجه نحو الحسم إذا عبث النظام بالانتخابات مجددا فأفرزت نفس مخرجات المرحلة السابقة ولو بأشكال جديدة.
وباعتبار أن الحراك لم يصبح وحده كافيا للتغيير كما كنا نأمل في بدايته لا نرى تعارضا بينه وبين المشاركة في الانتخابات.
– الذين يجرمون الانتخابات ويعادون من يشارك فيها عندهم فكر دكتاتوري تسلطي مثلهم مثل النظام السياسي، فهم لا يصبرون على الآراء المخالفة، وهم ليس لهم علم بحقائق التاريخ والفكر السياسي الأصيل، إذ أن زعماء الحركة الوطنية أنفسهم شاركوا في الانتخابات التي تديرها وتزورها الإدارة الاستعمارية أثناء تحضير الثورة وسنة كاملة أثناء الثورة، ولم يخرجوا من المجالس المنتخبة إلا سنة بعد أن استحكمت الثورة عند الشعب ووصلت إلى نقطة اللارجوع. فالذين يريدون حشرنا في الحراك فقط أفقهم ضيق وصدورهم ضائقة .
– لم تتوقف الحركة عن الكفاح من أجل الحريات من قبل التأسيس الرسمي للحركة ومؤسس الحركة دخل السجن في السبعينيات وواجه النظام الاشتراكي بصرامة وأظهر الزمن صدقية منهجه، وفي التسعينيات لم نكن نوافق الجبهة الإسلامية للإنقاذ في منهجها – وهذا حقنا – ولكن قمنا بإدانة إلغاء الانتخابات التي نجحت فيها وبحلها ببيانات شاهدة موجودة على هاذين الرابطين:
– حين شاركت الحركة في الحكومة شاركت على أساس نجاحها في الانتخابات ولم يتفضل عليها النظام السياسي، بل أخذت جزء من حقها فقط إذ كان المفروض أن تسير هي الحكومة، وهي فعلت ذلك لمصلحة البلد وليس لمصلحة النظام السياسي فلا هو كان يريد الخير للحركة ورجالها ولا الحركة كانت تثق فيه، وإنما كانت هناك مساحة مشتركة بينهما تتعلق بالوطن قبل كل شيء، وأثناء ذلك كانت لا تسكت عن الانحرافات فقيل عنها – رجل في السلطة ورجل في المعارضة – وهي قد أطلقت مبادرة فساد قف وهي في السلطة، ومداخلاتي في البرلمان وفي وسائل الإعلام بهذا الخصوص مدونة ويكفي كتابة “مقري عبد الرزاق على جوجل أو يوتيوب فستخرج عشرات التصريحات في ذلك، وحين أدركنا أننا لا نستطيع التغيير من الداخل كلية خرجنا من الحكومة بإرادتنا في وقت كانت خزائن الدولة مليئة بالأموال وبعد أن فاتت موجة الربيع العربي بسنة.
– مضى على خروجنا من الحكومة عقد من الزمن، فنحن في المعارضة لمدة عهدتين ولا يزال البعض يتحدث عن مشاركتنا في الحكومة، في حين أن الأحزاب – عند العقلاء الأقوياء- يكفي أن تخرج من الحكومة لتكون في اليوم الموالي معارضة. ولم نكن معارضين في العشر السنوات الماضية فقط بل كنا في ريادة المعارضة، وقمنا بكل ما تقوم به المعارضة في البرلمان، وفي الإعلام، وفي العمل الجواري في الأحياء مع المواطنين، وفي التجمعات والندوات والمحاضرات فلم نترك وسيلة تستعملها الأحزاب لم نستعملها.
– لم يبق شيء لم نفعله مما تفعله الأحزاب في مواجهة الاستبداد، لم يبق إلا شيء واحد لم نفعله وهو حمل السلاح في وجه هذا النظام وهذا ليس منهجنا فنحن نؤمن بحمل السلاح في وجه المحتل الص#هي$وني فقط، نحن نؤمن بالعمل السلمي لا غير، وضحينا تضحيات كبيرة لتثبيت العمل السلمي في الفكر السياسي في بلادنا وخارج بلادنا.
– أما ما يقال عن استفادتنا من السلطة وأخذنا لأثمان على مواقفنا السياسية فأصحاب هذا الادعاء هم أنفسهم لا يصدقون أنفسهم، فلا أدري ما هي هذه المواقف التي تعجب السلطة حتى تجازينا عنها.
نحن في صراع مكشوف معها منذ خرجنا من الحكومة سنة 2012 وكل محاولات إرجاعنا للحكومة بغير انتخابات لتحييدنا لم تفلح، والرأي العام يعلم تفاصيل ذلك، كما أن كل مواقفنا كانت مخالفة لإرادة السلطة سواء ما تعلق بموقعنا ضد العهدة الرابعة وخروجنا للشارع لمواجهتها، أو تنسيقنا مع الأحزاب في مشروع الحريات والانتقال الديمقراطي، أو فضحنا للواقع الاقتصادي وإخبار الرأي العام بمآلاته قبل ظهور حقيقة الأزمة، أو مواقفنا في البرلمان ضد قوانين المالية والتدابير المرهقة لمعيشة المواطنين، ومشاريعنا الإصلاحية المتعددة كمشروع التوافق أو الإصلاحات قبل الانتخابات، أو مشاركتنا في الحراك، أو دورنا في ملتقى عين بنيان، أو موقفنا من الدستور أو موقفنا من قانون الانتخابات أو ما يتعلق بالضرر الكبير الذي لحقنا في مسألة الترشيحات.
– ومع ذلك نبقى نتحدى الجميع أن يذكروا شيئا أو شبهة تديننا في عملنا السياسي أو في ذمتنا المالية وأخلاقنا بعيدا عن الكذب والأراجيف، نتحدى أي كان أن يأتي بدليل يستطيع أن يتماسك ولا نستطيع أن نرد عليه.
حركة مجتمع السلم حركة رسالية وطنية، تصيب وتخطئ، ولكن لا يوجد ما يدينها مما يفقد مصداقيتها ولذلك تعمل بعزيمة وفاعلية لصالح البلد، ولذلك حافظت على رصيدها النضالي والشعبي في كامل التراب الوطني، وعملها لفلسطين جزء من برنامجها سنتحدث عما قامت وتقوم به في هذا الشأن.