بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول.
صاحب الفضل معالي رئيس الوزراء ورئيس قمة كوالالمبور للفكر والحضارة محاضر بن محمد رئيس وزراء ماليزيا المحترم.
السيدة الكريمة سيتي حسمه بنت محمد علي كريمة د. محمد محاضر المحترمة.
حضرة نائب رئيس قمة كوالالمبور تون أحمد سرجي بن عبد الحميد المحترم.
السيدة الكريمة توه بيان ساجيه سالكين كريمة د. سرجي المحترمة.
فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو نائب رئيس قمة كوالالمبور.
أصحاب السعادة السادة والسيدات الوزراء والنواب ورؤساء الأحزاب والمنظمات غير الحكومية ، وأصحاب الفضيلة الشيوخ والعلماء والمفكرون من مختلف دول العالم الإسلامي،
زملائي الأعزاء في الأمانة العامة في قمة كوالالمبور وجميع الأعضاء،
تحية طيبة مباركة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نرحب بكم جميعا بأنبل وأرقى عبارات الترحيب في هذه القمة التاريخية العظيمة، وفي هذه المأدبة الكريمة، ضيوفا كرماء، في دولة كريمة، ومضيفون كرماء.
إن قمتنا هذه حدث تاريخي غير مسبوق يستبشر به المسلمون في كل أنحاء الأرض يتوقعون منه أجمل التوقعات ويأملون منه أجل ما يتمناه كل مسلم في جمع كلمتهم ووحدة صفهم وإنجاز تنمية بلدانهم وصون سيادتهم وتحقيق نهضتهم واستئناف حضارتهم.
لقد عملنا في منتدى كوالالمبور ، تحت القيادة الحكيمة الراشدة للدكتور مهاتير محمد، طوال ست سنوات بذلنا فيها ما نستطيع في دراسة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تتخبط فيها الأمة الإسلامية والمخاطر التي تهددها والفتن التي تعصف بها، إلى أن عزم د. مهاتير كرئيس لوزراء ماليزيا إعطاء الجواب الشافي الكافي لكل تساؤلاتنا ووضعَ في مجال الفعل والإنجاز كل الرؤى والأفكار التي تداولناها معه وما استفدناه من حكمته وتجربته، فكانت هذه القمة العظيمة بين الدول الأقوى والأكبر والأهم والأكثر استقرارا في العالم الإسلامي لرسم معالم التنمية التي تحفظ السيادة وتعيد للحضارة الإسلامية بريقها. ومن أهم خصائص هذه القمة وهذا المشروع أنها مسنودة من شبكات واسعة من الشخصيات والعلماء والساسة والمفكرين والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المدنية الشعبية في أكثر من 50 دولة.
وكما أن المسلمين يتابعون هذه القمة في كل أنحاء العالم بحب وشغف وآمال عريضة، يتابعها كذلك غير المسلمين باهتمام كبير، منهم الذي ينظر إليها بتقدير واحترام كفرصة للبشرية لتحسين أوضاعها التنموية والتوزيع العادل للثروة ودعم مطالب العدالة والأمن والأخوة الإنسانية، ومنهم ومعهم من هم من بني جلدتنا، من يتوجس منها خوفا من أن تكون فعلا سبيلا جادا لنهضة المسلمين وصون سيادتهم واستئناف حضارتهم.
إن فرصة نجاح هذه القمة والمشاريع التي تنبثق عنها كبيرة بكبر الدول المشاركة فيها، من حيث عدد سكانها و كثرة وتنوع مواردها و تقدم تطورها في مختلف المجالات، ومن حيث نوعية ومستوى وقوة قادة هذه الدول، ومن حيث دعمها وتأييدها من شبكات واسعة من المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
فالله نسأل أن يقيض لهذا المشروع التاريخي العظيم صدق النية، وحسن التدبير، وجودة الإدارة و التخطيط وإتقان العمل والإنجاز، وجميل الصبر والإيثار والإحسان، وأن يزيل أمامه كل العواقب والعقبات، وأن يجعله أقوى من كل الخلافات والتحديات، وأن يحميه من الحاسدين والمتربصين، وأن يرزقه التوفيق من لدنه سبحانه، وأن يعز به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يرفع به عنهم الغبن، ويزيل بنجاحه عن كاهلهم الظلم، وأن يكون لهم سندا وقوة في حفظ بلدانهم وتحرير مقدساتهم واستئناف حضارتهم.
حفظكم الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
د. عبد الرزاق مقري
الأمين العام
كوالالمبور: 18 ديسمبر 2019