الاعتداء على جريدة شارلي إيبدو عمل إرهابي مدان، وهو عمل مسيء للإسلام والمسلمين، ولكن لا يجب أن نكون سذجا حبنما نحلل الموضوع، حتى وإن كان الذين نفذوا العملية مسلمين وتعمدوا نطق كلمات بالعربية أكدوا فيها بأنهم انتصروا للنبي محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فإنه لا يجب أن نستبعد وجود تخطيط محكم من جهات تحارب الإسلام وتعمل على إحداث قطيعة عميقة بينه وبين العالم، فلنعد إلى التقارير الموثقة من جهات أمنية أمريكية مسجلة في العديد من الكتب والأشرطة تؤكد تورط الموصاد وقوى أخرى متحكمة مخترقة للمؤسسات الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر. هناك في هذه المرحلة صراع كبير في الغرب بين التيارات الإستئصالية لدى الصهاينة والغرب ( خصوصا عند المحافظين الجدد في أمريكا) من جهة وتيارات أخرى في الغرب ( خصوصا في أوربا ) وفي الكيان الصهيوني ذاته حول مستقبل إسرائيل والسياسة التي يجب أن تتبعها لكي تضمن بقاءها، الصراع بين التيارين قديم وقد بلغ أشده منذ فشل الكيان الإسرائيلي في حربه على غزة، تتداخل في هذا الصراع أبعاد أخرى كثيرة تتعلق بالمصالح والنفط والجيوسترتيجيا، وقد يكون للتحولات المهمة الجديدة في أوربا بشأن فلسطين دور في ما حدث وقد يكون للموقف الفرنسي من قضية الاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الأمن دور كذلك… المهم أن النتيجة التي يراد تحقيقها هو التأليب على المسلمين وتنفير الناس منهم ولكن ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، ومهما يكن من الأمر فإن هذا العمل مدان بأشد أنواع الإدانة.
عبد الرزاق مقري