نظم هذا اليوم (بعد اختتام الجمع العام للجماعة الإسلامية الباكستانية) ملتقى لقيادات التيار الإسلامي الوسطي وقد كان الملتقى فرصة لتباحث أوضاع المنطقة والتحديات الجديدة التي تواجه التيار الإسلامي ومشاريع الإصلاح السلمية ضمن التطورات العنيفة التي تعرفها الأمة الإسلامية، وقد اختتم الملتقى ببيان في ندوة صحفية ختامية حضرتها وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وقد تضمنت مداخلتي في الملتقى ما يلي:
مداخلتي في مؤتمر لاهور يوم ٢٤/١١/٢٠١٤
أصحاب الفضيلة علماء الأمة وقادتها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنها لفرصة تاريخية أن يجتمع هذا الجمع المبارك من أصقاع الدنيا ليناقش قضايا الأمة وحاجياتها،
ولاعتبار الوقت القصير المتاح تكون مداخلتي مختصرة على النحو التالي:
اقدم في كلمتي ملاحظتين ثم أطرح عددا من الأسئلة وأقترح في الأخير إطارا عاما بسيطا للحل.
أولا :الملاحظتان:
١- لاغرابة أن تجد الحركة الإسلامية نفسها في هذا الحرج الكبير والمحن المستعصية بعد قرابة مائة سنة من بروزها في العالم الإسلامي على يد المجددين أمثال الشيخ حسن البنا والمودودي وابن بأديس والنورسي وغيرهم، فالحركة الإسلامية حققت هدفها الأكبر وهو إرجاع الأمة لدينها ببعث صحوة كبيرة تجاوزت الآن التنظيمات التي شكلتها، ونحن الآن ننتقل من قرن الصحوة إلى قرن النهضة لا بد من تجديد يدخلنا لهذا القرن تبعا للحديث المعروف ( إن الله يرسل على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها)، فلا يجب على الحركة الإسلامية أن تجلد ذاتها وأن يصيبها الإحباط وهي تعيش هذه الصعوبات، فالأهداف التي خلقت من أجلها قد حققتها، وهي إلى جانب كل أفراد الأمة تستعد لدخول طور جديد يتطلب فكرا جديدا ومقاربات جديدة، وهذا الذي يجب أن تهتم به، فزمن التحولات الكبرى هو زمن الفكر، والفكر فيه مقدم على التنظيم ومسلماته.
٢- لا عجب أن يقوم العالم كله ضد صعود الإسلاميين للحكم خصوصا في مصر البلد الرئيسي في العالم العربي، ومن أهم البلدان الإسلامية، لقد نجحت الفكرة الرأسمالية المقطوعة عن السماء أن تتحكم في العالم بأسره وأن تخضع كل الحضارات لسياساتها حتى صارت دينا جديدا هو دين السوق والمادية والفردانية، فكيف لها أن تقبل فكرة الإسلام ومناهضة الربا والظلم والفساد، فكرة الإسلام التي تريد إعادة ربط السماء بالأرض فتخرج على إجماع العالم، لا بد لهذا النموذج المادي أن يطارد البديل الإسلامي المتمرد وأن لا يسمح له بإقامة نموذج ناجح ولو في قرية صغيرة.
فالغرابة ليست في هذه الحقيقة وتلك ولكن الأسئلة تطرح على أصحاب المشروع الإسلامي كيف سيواجهون هذه التحديات وكيف سيدخلون قرنهم الجديد:
ثانيا الأسئلة:
سأكتفي بطرح الأسئلة ولن أقدم أجوبة لضيق الوقت واحتراما وإجلالا للسادة الحضور، فهي أسئلة نطرحها على أنفسنا جميعا لنستنير بها
١- ما هي المقاربات الجديدة لفهم طبيعة الصراع وأدواته في المرحلة الراهنة والمستقبلية؟
٢- بعض النظر عن تآمر الغير علينا ما هي أخطاؤنا وأين هو قصورنا؟
٣ – ما هو وزننا الحقيقي لدى الشعوب؟ هل قوتنا تنظيمية مرتبطة بعدد أفرادنا أم أن بقدر تأثيرنا في الشعوب ومختلف النخب المجتمعية؟
٤- هل دليل القوة بالتجمعات الحاشدة فحسب أم هو مرتبط بالعمل الجواري في المراتب الدنيا في مجتمعاتنا؟
٥- لماذا عجز الإسلاميون على تنمية مواردهم المالية رغم وفرتها في المراحل السابقة، ولماذا عجزت عن التحكم في وسائل الإعلام ذات التأثير الواسع كالفضائيات والوسائط الاجتماعية وفي مجال الفن والسينما والمسرح وغير ذلك؟
٦- لماذا لم تحقق الحركة الإسلامية نجاحات واسعة في بناء شبكات المجتمع المدني رغم سبقة الأمة الحضاري في هذا الموضوع؟
٧- كيف نستطيع أن نحمل الشباب والنساء مسؤولية المشاركة في قيادة الأمة كما كان الحال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
٩- هل ثمة خلل ما في التوازن في موضوع الولاء بين الولاء لله ورسوله والأمة والأوطان والتنظيم؟
١٠- هل ثمة خلل في منظومة علاقاتهما في ما بيننا ومع المذاهب الإسلامية الأخرى وفي ترتيب الأولويات في دوائر الصراع؟
١١-ألم يئن الأوان للتفكير في علاقة جديدة بين وظائف العمل الإسلامي وبشكل خاص بين الوظيفة الدعوية والوظيفة الحزبية؟
١٢-ما الذي يجب أن نقوم به لتحقيق الوحدة الإسلامية، وعلى الأقل بين الجماعات والمنظمات والأحزاب الإسلامية الوسطية وفق أنماط إدارية عصرية تضمن الفاعلية والتكامل والدوام؟
١٣- ما هي المعارف والعلوم والمهارات والأنماط القيادية التي تصلح للمراحل الحالية والمقابلة؟
١٤-كيف يمكن أن نوازن بين مطلب الإصلاح السياسي في بلداننا ومطلب الاستقرار؟
١٥-ما الذي يجب أن نقدمه في أولوياتنا إذا وقع التعارض بين مطلب تطبيق الشريعة ومطلب الحرية، وما هي الأفضل لتقدم مشروعنا بيئة الصراع الأيديولوجي أم بيئة الحرية؟
الإطار العام للحلول:
تنظيم ثلاث مؤتمرات دولية:
المؤتمر الأول للتقييم والمراجعة واللإجابة على الأسئلة المطروحة خصوصا
– مراجعة مستوى السلوك الشائع والأبعاد التربوية لدى الطبقات القيادية دون تشخيص (الآلات التربوية الحاجبة للرحة الإلهية والنجاح والتوفيق).
– مراجعة المواقف والسياسات المتبعة في مختلف المجالات وخصوصا الشأن السياسي
– مراجعة البرامج التربوية والتثقيفية بمقياس تحقق الربانية والكفاءة.
– مراجعة الأنماط الإدارية والتربوي.
– مراجعة العلاقات والتحالفات.
المؤتمر الثاني لبلورة رؤية جديدة للعمل الإسلامي يحضر له تحضيرا جادا ومتقنا.
المؤتمر الثالث لاقتراح مشاريع عملية معيارية نموذجية غير ملزمة تنفذ على مستوى الأقطار أو بشكل جماعي وفق عقود تشاركية.
مداخلتي في مؤتمر لاهور يوم ٢٤/١١/٢٠١٤
أصحاب الفضيلة علماء الأمة وقادتها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنها لفرصة تاريخية أن يجتمع هذا الجمع المبارك من أصقاع الدنيا ليناقش قضايا الأمة وحاجياتها،
ولاعتبار الوقت القصير المتاح تكون مداخلتي مختصرة على النحو التالي:
اقدم في كلمتي ملاحظتين ثم أطرح عددا من الأسئلة وأقترح في الأخير إطارا عاما بسيطا للحل.
أولا :الملاحظتان:
١- لاغرابة أن تجد الحركة الإسلامية نفسها في هذا الحرج الكبير والمحن المستعصية بعد قرابة مائة سنة من بروزها في العالم الإسلامي على يد المجددين أمثال الشيخ حسن البنا والمودودي وابن بأديس والنورسي وغيرهم، فالحركة الإسلامية حققت هدفها الأكبر وهو إرجاع الأمة لدينها ببعث صحوة كبيرة تجاوزت الآن التنظيمات التي شكلتها، ونحن الآن ننتقل من قرن الصحوة إلى قرن النهضة لا بد من تجديد يدخلنا لهذا القرن تبعا للحديث المعروف ( إن الله يرسل على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها)، فلا يجب على الحركة الإسلامية أن تجلد ذاتها وأن يصيبها الإحباط وهي تعيش هذه الصعوبات، فالأهداف التي خلقت من أجلها قد حققتها، وهي إلى جانب كل أفراد الأمة تستعد لدخول طور جديد يتطلب فكرا جديدا ومقاربات جديدة، وهذا الذي يجب أن تهتم به، فزمن التحولات الكبرى هو زمن الفكر، والفكر فيه مقدم على التنظيم ومسلماته.
٢- لا عجب أن يقوم العالم كله ضد صعود الإسلاميين للحكم خصوصا في مصر البلد الرئيسي في العالم العربي، ومن أهم البلدان الإسلامية، لقد نجحت الفكرة الرأسمالية المقطوعة عن السماء أن تتحكم في العالم بأسره وأن تخضع كل الحضارات لسياساتها حتى صارت دينا جديدا هو دين السوق والمادية والفردانية، فكيف لها أن تقبل فكرة الإسلام ومناهضة الربا والظلم والفساد، فكرة الإسلام التي تريد إعادة ربط السماء بالأرض فتخرج على إجماع العالم، لا بد لهذا النموذج المادي أن يطارد البديل الإسلامي المتمرد وأن لا يسمح له بإقامة نموذج ناجح ولو في قرية صغيرة.
فالغرابة ليست في هذه الحقيقة وتلك ولكن الأسئلة تطرح على أصحاب المشروع الإسلامي كيف سيواجهون هذه التحديات وكيف سيدخلون قرنهم الجديد:
ثانيا الأسئلة:
سأكتفي بطرح الأسئلة ولن أقدم أجوبة لضيق الوقت واحتراما وإجلالا للسادة الحضور، فهي أسئلة نطرحها على أنفسنا جميعا لنستنير بها
١- ما هي المقاربات الجديدة لفهم طبيعة الصراع وأدواته في المرحلة الراهنة والمستقبلية؟
٢- بعض النظر عن تآمر الغير علينا ما هي أخطاؤنا وأين هو قصورنا؟
٣ – ما هو وزننا الحقيقي لدى الشعوب؟ هل قوتنا تنظيمية مرتبطة بعدد أفرادنا أم أن بقدر تأثيرنا في الشعوب ومختلف النخب المجتمعية؟
٤- هل دليل القوة بالتجمعات الحاشدة فحسب أم هو مرتبط بالعمل الجواري في المراتب الدنيا في مجتمعاتنا؟
٥- لماذا عجز الإسلاميون على تنمية مواردهم المالية رغم وفرتها في المراحل السابقة، ولماذا عجزت عن التحكم في وسائل الإعلام ذات التأثير الواسع كالفضائيات والوسائط الاجتماعية وفي مجال الفن والسينما والمسرح وغير ذلك؟
٦- لماذا لم تحقق الحركة الإسلامية نجاحات واسعة في بناء شبكات المجتمع المدني رغم سبقة الأمة الحضاري في هذا الموضوع؟
٧- كيف نستطيع أن نحمل الشباب والنساء مسؤولية المشاركة في قيادة الأمة كما كان الحال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
٩- هل ثمة خلل ما في التوازن في موضوع الولاء بين الولاء لله ورسوله والأمة والأوطان والتنظيم؟
١٠- هل ثمة خلل في منظومة علاقاتهما في ما بيننا ومع المذاهب الإسلامية الأخرى وفي ترتيب الأولويات في دوائر الصراع؟
١١-ألم يئن الأوان للتفكير في علاقة جديدة بين وظائف العمل الإسلامي وبشكل خاص بين الوظيفة الدعوية والوظيفة الحزبية؟
١٢-ما الذي يجب أن نقوم به لتحقيق الوحدة الإسلامية، وعلى الأقل بين الجماعات والمنظمات والأحزاب الإسلامية الوسطية وفق أنماط إدارية عصرية تضمن الفاعلية والتكامل والدوام؟
١٣- ما هي المعارف والعلوم والمهارات والأنماط القيادية التي تصلح للمراحل الحالية والمقابلة؟
١٤-كيف يمكن أن نوازن بين مطلب الإصلاح السياسي في بلداننا ومطلب الاستقرار؟
١٥-ما الذي يجب أن نقدمه في أولوياتنا إذا وقع التعارض بين مطلب تطبيق الشريعة ومطلب الحرية، وما هي الأفضل لتقدم مشروعنا بيئة الصراع الأيديولوجي أم بيئة الحرية؟
الإطار العام للحلول:
تنظيم ثلاث مؤتمرات دولية:
المؤتمر الأول للتقييم والمراجعة واللإجابة على الأسئلة المطروحة خصوصا
– مراجعة مستوى السلوك الشائع والأبعاد التربوية لدى الطبقات القيادية دون تشخيص (الآلات التربوية الحاجبة للرحة الإلهية والنجاح والتوفيق).
– مراجعة المواقف والسياسات المتبعة في مختلف المجالات وخصوصا الشأن السياسي
– مراجعة البرامج التربوية والتثقيفية بمقياس تحقق الربانية والكفاءة.
– مراجعة الأنماط الإدارية والتربوي.
– مراجعة العلاقات والتحالفات.
المؤتمر الثاني لبلورة رؤية جديدة للعمل الإسلامي يحضر له تحضيرا جادا ومتقنا.
المؤتمر الثالث لاقتراح مشاريع عملية معيارية نموذجية غير ملزمة تنفذ على مستوى الأقطار أو بشكل جماعي وفق عقود تشاركية.